بغداد / شبكة أخبار الانتخابات العراقية
أكد المحلل السياسي طلال الجبوري، أن غياب قاعدة قانونية تُبطل الانتخابات في حال تدني نسبة المشاركة يمنح الأحزاب التقليدية فرصة للاحتفاظ بمواقعها، حتى وإن صوت 2% فقط من الشعب، فيما أشار إلى أن موقف زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، يمثل الرأي الأقوى والأرجح لدى قطاع واسع من العراقيين، في ظل بحث الشارع عن حكومة بلون واحد وشخصية حاسمة تمسك بزمام الأمور.
وقال الجبوري في مقابلة تلفزيونية، إن “الأحزاب الكلاسيكية، لا سيما في قمة الهرم السياسي، لا تعتمد على حجم المشاركة بقدر ما تعتمد على جمهورها المرتبط بالمصالح داخل العملية السياسية”، واصفاً هذا الجمهور بأنه “مصلحي ومنفعي”، ولا يعكس الإرادة العامة للناخبين”.
وأضاف أن غياب قاعدة قانونية تُبطل الانتخابات بسبب تدني نسبة المشاركة منح هذه الأحزاب فرصة دائمة للاحتفاظ بمواقعها، حتى وإن صوت 2% فقط من الشعب، على حد تعبيره.
وبين الجبوري، أن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اختار الانسحاب من الانتخابات عن وعي وخطة مدروسة، مؤكداً أن قراره “جاء رفضاً لمنظومة سياسية تقوم على التوافق والمحاصصة لا على خدمة المواطن”، مشيراً إلى أن “الصدر وضع شروطاً واضحة للمشاركة، أبرزها أن يكون التيار الصدري هو من يتزعم الحكومة ويتحمل مسؤوليتها المباشرة لمدة 4 سنوات، بهدف إثبات أن الخلل في العملية السياسية لا يكمن في النظام بحد ذاته، بل في الأحزاب والأشخاص الذين يديرونه”.
وتابع الجبوري: “الصدر قال بوضوح، أعطوني الحكومة، وإن نجحت فخدمة للشعب، وإن فشلت فلن أشارك مستقبلاً، لكن القوى السياسية الأخرى رفضت ذلك، وأصرّت على استمرار التوافق، ما دفعه للانسحاب مجدداً”.
وأشار إلى أن موقف الصدر “ليس انسحاباً عبثياً بل يعكس فهماً عميقاً لأزمة النظام السياسي في العراق، ومحاولة لإعادة تشكيل قواعد اللعبة السياسية”، مؤكداً أن “هذا الانسحاب، رغم كلفته، أكسب الصدر شرعية شعبية أوسع، في ظل بحث كثير من العراقيين عن “حكومة بلون واحد تقودها شخصية حاسمة قادرة على اتخاذ القرار وخدمة الناس”.
لايوجد تعليق