بغداد / شبكة أخبار الانتخابات العراقية
أشار تقرير صادر عن معهد أميركي، إلى أن الانتخابات النيابية المقبلة في العراق ستكون نقطة تحوّل لمستقبل البلد، محذّراً في الوقت ذاته من تحديات الحكومة وشح المياه وعودة النازحين.
التقرير ترجمته صحيفة المدى ونشرته اليوم، بعنوان (معهد أميركي: انتخابات 2025 نقطة تحول لمستقبل العراق)
نص التقرير المترجم:
ترجمة/ حامد احمد
رأى تقرير لمعهد السلام الأميركي USIP انه رغم مرحلة التعافي التي يعيشها العراق حاليا بعد فترة صراع مع داعش تسببت بنزوح الملايين، فانه يواجه تحديات كثيرة تتمثل بالحاجة الى تحسين الحوكمة وتنويع اقتصاده ومعالجة مشاكل انعدام الامن المائي وتسهيل عودة نازحين الى مناطقهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع، مؤكدا بان الانتخابات المقبلة تمثل تحدي لتحديد مسار البلد وسط تغييرات إقليمية ودولية كبيرة.
ويذكر التقرير الذي ترجمته (المدى) ان العراق يواصل محاولات التعافي من دورات متكررة من الصراع تسبب في دمار واسع ، وبينما يعيد بناء نفسه داخليا ويندمج مرة أخرى في المنطقة والمجتمع الدولي فانه يحتاج الى تحسين وضعه الاقتصادي والتنموي لتجاوز الارث الانساني المستمر لتنظيم داعش، بما في ذلك إعادة ادماج العائدين من مخيم الهول والنازحين الاخرين داخليا.
ويضيف معهد السلام الأميركي في تقريره بان الانتخابات الاتحادية المقبلة في 2025 تمثل تحديات وفرصا حاسمة لتحديد مسار البلد، في منطقة تتغير بشكل كبير، اتسمت بالحرب في غزة وتأثيراتها المتسلسلة وتشكيل نظام جديد في سوريا، مع زيادة التركيز على التنافس بين القوى الكبرى، حيث ستظل العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق والتعاون بينهما أمرا حيويا لاستقرار المنطقة والعالم.
ويشير معهد السلام الأميركي الى انه منذ العام 2003 يعمل في العراق للمساعدة في إيجاد حلول لكثير من المشاكل وتقديم اسناد تقني للمؤسسات الحكومية، مع المشاركة في جهود المصالحة وبناء السلام ومكافحة الإرهاب.
وتشمل المبادرات الحالية مساعدة العراقيين على التوسط وحل قضايا العودة للنازحين وإعادة الادماج المعقدة في المناطق المحررة من داعش، بما في ذلك العوائل العائدة من مخيم الهول، ودعم الأقليات العرقية والدينية في تعافيها من الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش، ودعم الحوكمة والتكيف، خصوصا فيما يتعلق بانعدام الامن المائي، واثراء السياسات من خلال الأبحاث والتحليل وتنظيم الفعاليات.
ونفذ المعهد وشركاؤه العراقيين مؤخرا، عمليات حوار وورش عمل ساهمت في منع تجدد العنف في منطقة سنجا، التي شهدت إبادة جماعية ارتكبها تنظيم داعش ضد الايزيديين. كما دعم المعهد تنفيذ ” ميثاق قادة القبائل المتحالفين ” ، وهو اتفاق تم التوصل اليه بواسطة المعهد من قبل قادة قبائل على المستوى الوطني من 15 محافظة عراقية لوضع حد للممارسات القبلية التي تثير النزاعات وتقوض سيادة القانون. كما دعم المعهد جهود حكومة إقليم كردستان فيما يخص النساء والسلام والامن.
وأشار التقرير الى ان عمل المعهد في العراق ينحصر ضمن ثلاثة محاور رئيسية وهي العمل على منع عودة داعش ومساعدة البلد في معالجة مشكلة شح المياه ، وتقديم المشورة والبحوث فيما يتعلق بالاتجاه الستراتيجي للعراق وعلاقته مع الولايات المتحدة والمحيط الإقليمي والدولي. وفيما يتعلق بمنع عودة داعش، يعمل المعهد على دعم عمليات عودة النازحين وإعادة ادماجهم في محافظة الانبار ، التي تمثل موطن اغلبية العراقيين المقيمين في مخيم الهول في سوريا. ويركز عمل المعهد على تعزيز التماسك المجتمعي لمواجهة داعش عبر تسهيل التعاون بين الحكومة والمجتمعات المحلية لمعالجة التحديات التي تؤثر على عملية العودة وإعادة الادماج، بما في ذلك العوامل التي تسبب التوتر والصراع. وتعتمد منهجية المعهد بشكل أساسي على عمليات الحوار لحل المشكلات. ويعمل المعهد أيضا على توليد معرفة ميدانية مهمة تستخدم في صياغة السياسات والبرامج وتوعية الجمهور حول الوصمة المرتبطة بالنازحين العراقيين من مخيم الهول التي تعترض عودتهم وإعادة اندماجهم ، وذلك من خلال اجراء بحوث اصلية عبر اطار عمل رصد الصراع والاستقرار المميز للمعهد ، وهو استبيان يقيس تصورات المجتمع عبر اكثر من 100 مؤشر مرتبط بقضايا امن وقضاء ومصالحة و اقتصاد. أما ما يتعلق بجهود المعهد المبذولة في مجال مشكلة شح المياه، فقد نظم المعهد ورش عمل لمساعدة الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على تعزيز قدراتهم في معالجة آثار ندرة المياه على الاستقرار الاجتماعي. واجرى المعهد ابحاثا متعددة حول تأثير ندرة المياه في حالات النزاع في العراق واثراء هذه الورش ، التي شملت عدة جولات عبر اطار رصد النزاعات والاستقرار في محافظتي نينوى والانبار. كما تشمل الأبحاث الحديثة التي كلف بها المعهد دراسة الاقتصاد السياسي لندرة المياه وادارتها في خمس محافظات عراقية، بالإضافة الى رسم خريطة للجهات الحكومية في بغداد واربيل ذالت الصلاحيات المتداخلة في هذا الشأن. تزود هذه الورش الجهات الحكومية بالأدوات والفهم اللازمين لمعالجة ومواجهة مشاكل انعدام الامن المائي والنزاعات المرتبطة بها.
وبخصوص المحور الثالث، فإنه استنادا الى الخبرة الواسعة وعملاه الميداني في العراق، فانه يقدم بحوثا وتحليلات بشان الاتجاه الاستراتيجي للبلد وعلاقته بالولايات المتحدة والقوى الإقليمية ، وغيرها من القضايا التي تؤثر على السلام والاستقرار في البلاد وتقديم الحلول العملية للتحديات التي يواجهها البلد في مجالات المصالح المشتركة.
عن: ريليف ويب الدولي
لايوجد تعليق