باحث وأكاديمي: الأغلبية الصامتة ستلعب دوراً مهماً في الانتخابات المقبلة.. “رسخت مفهوم المقاطعة”

47

بغداد / شبكة أخبار الانتخابات العراقية

 

رجح الباحث والأكاديمي حيدر الجوراني، أن تلعب الأغلبية الصامتة كما وصفها دوراً مهماً في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن هذه الفئة التي رسخت مفهوم المقاطعة في الانتخابات السابقة ستحدد مصير التحالفات ونتائج الانتخابات التي ستعصف بها جملة من المعطيات الداخلية والخارجية نظراً لحساسية التوقيت.

وقال الجوراني لشبكة أخبار الانتخابات العراقية، إن “الانتخابات النيابية المقبلة والمزمع إجراؤها نهاية العام 2025 تعد ذات بعد أنتقالي مهم في النظام السياسي، وتكمن أهميتها كانتخابات مفصلية في أنها الأولى بعد تحقق أعلى نسبة مقاطعة 80% تمثلت بفاعلية القوى الاحتجاجية والناشئة وكذلك التيار الوطني الشيعي”.

واضاف، إن “المتغيرات الإقليمية في الشرق الأوسط، تجعل العملية السياسية بإمس الحاجة إلى الشرعية الديمقراطية من خلال الانتخابات، لاسيما وأن تغيير النظام في سوريا ولبنان، واستراتيجية الضغط الأقصى من الإدارة الأمريكية على إيران، تجعل الانتخابات المقبلة مهمة لضرورة تدعيم النظام السياسي من الداخل وتعزيز دور الدولة في المنطقة”.

وبين أن “ثمة تحديات قد تحف بالانتخابات المقبلة، منها محاولات بعض القوى السياسية تعديل قانون الانتخابات من جهة، و كذلك الحديث عن إرادة بعض القوى السياسية لتأجيلها والذهاب إلى حكومة تصريف أعمال، في حين تكاد أن تكون الفواعل السياسية وتحديداً الكوردية والسُنية عازمة على إجرائها في موعدها المقرر وبتنافس شديد للوصول إلى أعلى عدد من المقاعد”.

وتابع الجوراني، ان “الانقسامات السياسية تكاد تكون أوضح بين الفواعل السياسية، فمنها من يلوح بتأجيلها والبعض يسعى لتعديل قانون الانتخابات ليحد من تأثير نفوذ المسؤولين كالمحافظين وتحديد نسبة 30% من مقاعد كل دائرة للحاصلين على الأصوات ممن تجاوزوا نسبة 1.5%”.

واعتبر تعديل القانون “مؤشراً على حدة التنافس بين الأحزاب والفواعل السياسية والصراعات البينية من أجل إثبات الوجود السياسي بين فواعل الإسلام السياسي والقوى العلمانية الليبرالية كأحزاب جديدة، ولا يمكن استبعاد تأثير التيار الوطني الشيعي والذي سيكون عاملاً مهماً ويصعب التكهن بمشاركته أو مقاطعته على الرغم من أن السيد مقتدى أعلن مؤخراً عن نيته في عدم المشاركة وبالتأكيد هذا سيضع الفواعل السياسية الأخرى في حرج كبير، أما إمكانية العودة إلى المشاركة فهذا سيتوقف على قراءات الصدر نفسه للجبهتين الداخلية و الخارجية كما أن إمكانية تدخل مرجعية النجف لغرض الحث على مشاركة الصدر ممكنة أيضاً”.

ونوه إلى انه وعلى الرغم من أن “التوقيت المزمع لإجراء الانتخابات ما زال مبكراً، إلا أن المنافسة تزداد في ظل تسارع متغيرات الشرق الأوسط الحالية، كما أن خارطة التحالفات، أشبه ما تكون برمال متحركة، فعلى الرغم من وجود مؤشرات لقوى سياسية جديدة مع حظوظ لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبعض المحافظين، إلا أن القوى السياسية التقليدية تحاول وبشدة الحفاظ على وجودها الفعال في العملية السياسية”.

واوضح أن “ما سيحدد خارطة التحالفات، هو نتائج الانتخابات فيما لو تمت في الموعد المحدد وهذا سيتوقف على مفاجأة الأغلبية الصامتة التي رسخت مفهوم المقاطعة Boycotting كحق ديمقراطي يعادل موضوعياً حق المشاركة على حد سواء، كما ينبغي على الطبقة السياسية أن تتجنب الصراعات التي قد تؤخر الانتخابات عن موعدها المقرر أو التأثيرات السلبية على البيئة الانتخابية، كما أن المتغيرات الإقليمية في الشرق الأوسط قد تزيد من ضرورة المضي لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر للحفاظ على ترصين النظام السياسي وديمومة شرعيته الداخلية”.

 

 

لايوجد تعليق

Leave a Reply