بغداد / شبكة أخبار الانتخابات العراقية
ركز تقرير لموقع وور أون ذي روكس War On the Rocks، الأميركي للدراسات والتحليلات، على الانقسامات السياسية الحادة التي تسبق الانتخابات المقبلة في العراق، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات ستشكل مساراً حاسماً للعراق.
التقرير ترجمته صحيفة المدى ونشرته اليوم بعنوان (موقع أميركي: وسط انقسامات سياسية.. الانتخابات القادمة ستشكل مساراً حاسماً للعراق.
ما الذي يهدد الإطار أكثر، ولاية ثانية للسوداني أم عودة التيار الصدري؟)
نص ترجمة التقرير نقلاً عن المدى:
تناول تقرير لموقع، وور اون ذي روكس War On the Rocks، الاميركي للدراسات والتحليلات الأجواء العامة التي تحيط بمستقبل الانتخابات البرلمانية وما ستكون عليه الحكومة العراقية القادمة، مشيرا الى انه مع وجود وضع إقليمي مضطرب وانقسامات سياسية في كتل البيت الشيعي، فان هذه الانتخابات ستشكل أهمية كبيرة لمسار البلاد منذ انتخابات 2005، وان السؤال المطروح بالنسبة للنخب الحاكمة من الإطار التنسيقي هو؛ أي السيناريوهات سيشكل تهديدا أكثر لهم على المدى الطويل، احتمالية ولاية ثانية للسوداني، أم عودة مفاجئة أخرى للصدريين؟
وأشار التقرير الى ان مرشحي الكتل الرئيسية الثلاث، شيعية وسنية وكردية، سيناورون من أجل الحصول على موقع قوة وإبرام صفقات وبناء إجماع تحضيرا للانتخابات. وبينما سيشارك السياسيون من كل الاطياف بهذه الانتخابات، فان المنافسة ستكون بالذات حادة أكثر ضمن كتل البيت الشيعي. وبما ان الانتخابات البرلمانية السابقة لعام 2021 شابتها اضطرابات مع محاولات تشكيل حكومة استمرت 12 شهرا، ومحاولات فاشلة لتشكيل حكومة اغلبية أسفرت عن استقالة جماعية للصدريين، وفي نهاية المطاف تم تشكيل حكومة برئاسة، محمد شياع السوداني، وان لم تخل من احداث إطلاق نار بين أنصار الصدر الذين سعوا لاقتحام مبنى البرلمان وبين فصائل شيعية أخرى، فانه يؤمل ان يكون تشكيل الحكومة القادمة أقل عنفا في تصفية الحسابات.
فيما يتعلق بالكتل السياسية الكردية، فقد أشار التقرير الى انه هناك احتمالية متزايدة بالإعلان عن تشكيل حكومة إقليم كردستان في أربيل قبل الانتخابات الوطنية الشاملة في تشرين الثاني. ومن المتوقع ان يشهد توزيع المناصب داخل حكومة الإقليم اتفاقا محتملا بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، مما سيضيف ذلك بعدا جديدا لمرحلة الاتفاقيات والتحالفات على المستوى الوطني للانتخابات القادمة.
أما ما يتعلق بالمكون السني، فقد أشار التقرير الى ان السياسة الانتخابية لهذا العام بالنسبة للعرب السنة في العراق ستتلخص بالسؤال المتعلق بمدى حجم السلطة التي ستنتقل من حزب التقدم بزعامة الحلبوسي الى الأحزاب الأصغر؟
ووفقا لمراقبين مطلعين فانه من المتوقع ان تتقلص حصة الحلبوسي من مقاعد الكتل السنية المتنافسة، مما يتركه مع أكبر عدد من المقاعد السنية ولكن بأغلبية ساحقة أقل مما كان عليه في عام 2021، ويشير التقرير الى ان مصادر تتوقع ان يحصل تحالف عزم على بعض المقاعد، بينما من المتوقع ان تزيد قائمة تحالف الحسم الوطني لوزير الدفاع ثابت العباسي مقاعدها من ثلاثة الى ما بين خمسة وسبعة مقاعد. بالإضافة الى ذلك يمكن ان تحصل القائمة الجديدة لزعيم عشيرة صلاح الدين، يزن الجبوري، بالشراكة مع رئيس مجلس النواب الأسبق، سليم الجبوري، وزعماء عشائر الانبار، على ما بين 5 أو 8 مقاعد. ومن المرجح ان تأتي هذه المكاسب على حساب مرشحي الحلبوسي في قائمة تقدم. وبالتالي فان توزيع السلطة بين القوائم السنية قد يعقّد تشكيل الحكومة بطرق غير متوقعة. وبخصوص الكتل الشيعية المتنافسة فإنه مع التغيرات الإقليمية الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط من سقوط نظام الأسد وانحسار دور محور فصائل المقاومة، يشير التقرير الى ان كتل متحالفة ضمن الإطار التنسيقي تكافح من أجل الحفاظ على مكاسبها المتحققة داخل الدولة العراقية. ومن بين أبرز الفاعلين منهم هو السياسي المخضرم، نوري المالكي، الذي يشعر بتهديد متزايد من السوداني. ومنذ التطورات الإقليمية الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، خاض السوداني في مياه السياسة العراقية المضطربة في مسعى الى إبقاء البلاد بعيدا عن التناحرات الجيوسياسية بين واشنطن وطهران، مع الحفاظ على موازنة ادارة العلاقات مع كل من المحورين الأميركي والإيراني. ومع ظهور تحديات هائلة، بما في ذلك المناقشات حول تعديلات قانون الانتخابات، يلوح سؤال حاسم للنخب الحاكمة في العراق من الإطار التنسيقي: أي السيناريوهات يشكل تهديدا أكبر لمصالحهم على المدى الطويل؟ هل هو احتمالية ولاية ثانية للسوداني المتمكن سياسيا، أم عودة مفاجئة أخرى للصدريين، الذين قد يحشدون دعما وتأييدا في اللحظة الأخيرة من الساخطين السنة والكرد؟
وكان الصدر قد أعلن بشكل مفاجئ مجددا اعتزاله العمل السياسي ورفضه المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، نظرا لما يراه مناخا ملوثا يعج بالفساد والتحزب. وبعد ان منع أنصاره في البداية من التصويت أو الترشيح، حث الصدر على الرغم من ذلك قاعدته على تحديث بطاقات الناخبين حتى في حالة مقاطعة الانتخابات.
ووفقا لمصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن اسمه، قد يميل الصدريون الى الترحيب بالكوادر المحبطة من تحالف الإطار التنسيقي الاوسع، بشرط ان لا يكونوا متهمين بفساد. وهذا يتماشى مع تأكيد الصدريين العلني على الإصلاح والشفافية، هذا على الرغم من انهم أنفسهم ليسوا بغرباء عن ممارسة المحسوبية.
ويشير التقرير الى أنه في حال مشاركة التيار وفوزه، فان الصدر قد يصادق على مرشح لرئاسة الحكومة من خارج حركته، وبالتالي قد يتمكن من تأمين أدوار بيروقراطية رفيعة المستوى لحلفائه عبر مناصب أدنى من مستوى نائب وزير لتنشيط شبكات المحسوبية التي ضعفت لديه. مع ذلك لا يزال من غير الواضح ما إذا كان السياسيون الاكراد والسنة الذين دعموا الصدر في البداية سيعيدون التحالف معه بعد الاستقالة المفاجئة لمرشحيه من البرلمان في حزيران 2022، في حال اختار تأييد قائمة انتخابية، وهو أمر مستبعد. وضمن هذه البيئة السياسية المشحونة تبرز شخصيات أخرى كلاعبين سياسيين رئيسين مثل، قيس الخزعلي، زعيم حركة عصائب اهل الحق، ويتمتعون بنفوذ كبير على المشهد الانتخابي العراقي، وقد تعمل قدرتهم الجماعية على لعب دور صانعي الملوك وصانعي القرار في تقرير وتحديد مصير الائتلاف الحاكم في العراق قبل الانتخابات الوطنية. علاوة على ذلك فان الخزعلي كان قد أكد على ان للسوداني كل الحق في السعي لإعادة انتخابه، على الرغم من مساعي المالكي لكبح طموحاته في إعادة تنصيبه. وهذا يشير الى ان الخزعلي لا يستبعد تماما إمكانية التحالف مع السوداني إذا حسّن من فرص حظوظه بولاية ثانية.
ويذكر التقرير ان تداعيات التحالفات الستراتيجية العابرة للطوائف والمناورات الحزبية ستصوغ معالم المشهد السياسي العراقي على نحو كبير خلال الأشهر المقبلة. وستحدد قدرة اللاعبين الرئيسين، بمن فيهم السوداني والمالكي والخزعلي والتيار الصدري، بخوض هذه الشبكة من المصالح، من سيبرز ليس ناجحا فقط في الانتخابات بل بالسيطرة على مفاصل قوى الدولة فيما بعد.
• عن موقع وور أون ذي روكس الأميركي
لايوجد تعليق