loading

آسي مينا: استغلال كوتا المسيحيين في انتخابات العراق يهدد تمثيلهم الحقيقي ويصادر قرارهم

8

بغداد / شبكة أخبار الانتخابات العراقية 

ركّز تقرير لموقع آسي مينا (وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، على التحديات والمصاعب التي يواجهها المسيحيون في العراق مع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة، مشيراً إلى المخاوف من استغلال الأحزاب النافذة للكوتا المسيحية في الانتخابات ما يهدد تمثيلهم الحقيقي ويصادر قرارهم لمصلحة هذه الأحزاب.

التقرير حمل اسم (مسيحيّو العراق والانتخابات البرلمانيّة المرتقبة… تحدّيات ومصاعب)

نص التقرير: 

تزامنًا مع إعلان المفوضيّة العليا المستقلّة للانتخابات في العراق أرقام التحالفات والأحزاب والمرشّحين الأفراد وترقبّ إعلان موعد بدء الحملات الانتخابيّة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابيّة في العراق، المزمع تنظيمها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تعود إلى الواجهة تساؤلات عدّة بشأن التمثيل الحقيقيّ لمسيحيّي البلاد في البرلمان الجديد وما إذا كان قرارهم بأيديهم أم إنّه مُصادَر لمصلحة أحزابٍ وتكتّلات نافذة.

يتنافس أكثر من ثلاثون مرشَّحٍ، بشكلٍ فرديّ أو ضمن تكتّل أو حزبٍ بعينه، على الفوز بأحد المقاعد الخمسة التي يُخصّصها قانون انتخابات مجلس النوّاب العراقيّ للمسيحيّين والموزَّعة على المحافظات:  بغداد ونينوى وكركوك ودهوك وأربيل. على صعيدٍ متّصل، أعلنت المفوضيّة العليا المستقلّة للانتخابات في العراق استبعاد ثلاثة مرشّحين مسيحيّين لأسبابٍ مختلفة.

«توظيف سياسيّ»

في إطار سعيها إلى اجتذاب الأصوات المسيحيّة، برزت كيانات وتحالفات انتخابيّة عدّة يُمكن إدراجها ضمن ما يُسمّيه مراقبون «التوظيف السياسيّ للمُسمّى المسيحيّ». ورغم تباين مرجعيّاتها السياسيّة واختلافها على أكثر من صعيد، لكنّها تجتمع على حمل تسمياتٍ مسيحيّة وتتنافس على مقاعد المكوِّن الخمسة بشراسة، ما يثير مخاوف بشأن استقلاليّة القرار المسيحيّ في البرلمان المقبل.

مناشدة 

رغم تراجع أعداد مسيحيّي العراق بشكلٍ لافت في العقود الأخيرة، لا سيّما عقب تهجيرهم قسرًا على أيدي عصابات داعش الإرهابيّة عام 2014، يُواصل البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو حضّ العراقيّين، وبخاصّة المسيحيّين، على المشاركة بكثافة في الانتخابات النيابية المقبلة، وتأكيده الدور الحاسم الذي يمكن أن يؤدّيه كلّ فرد في تحديد مستقبل البلاد.

هل تمثيل المسيحيّين في خطر؟

لطالما لفت ساكو، رأس الكنيسة التي تمثّل غالبيّة مسيحيّي العراق، إلى ضرورة اقتصار التصويت لمقاعد الكوتا المخصّصة للمسيحيّين، على المسيحيّين أنفسهم، وهو يرى قلقهم يتزايد وهاجس الهجرة لديهم يتعاظم «أمام استحواذ فصائل مسلّحة على بلداتهم، بخاصّة في سهل نينوى، وممارسة الابتزاز والمضايقة ومصادرة الكوتا والمناصب الحكوميّة، في ظلّ غياب إجراءات فعّالة لحماية حقوقهم وأمنهم».

في الوقت نفسه، يستمرّ تقاذف الاتّهامات بين التحالفات «المسيحيّة» بالتبعيّة لأحزاب كبرى والهيمنة على مقاعد الكوتا والافتقار إلى تمثيل حقيقيّ للمسيحيّين. وتتواصل هذه السجالات فيما يُعاني المسيحيّون تراجعًا ديموغرافيًّا مستمرًّا وظروفًا قاسية على غير صعيد، في مقابل صعود وجوه برلمانيّة يكثر الحديث عن نجاحها بأصوات غير مسيحيّة كونها محسوبة على أحزاب وتحالفات بعينها.

تعمّق الأزمة 

ما انفكّت الأصوات تتعالى داعيةً إلى إصلاح قانون الانتخابات بالشكل الذي يدرأ عن مقاعد كوتا المسيحيّين خطر الاستحواذ، ويُتيح الفرصة أمام الصوت الحقيقيّ للناخب المسيحيّ ليكون مسموعًا، بعيدًا من التهميش والتبعيّة أو الاستغلال. فهل ستكون الانتخابات المقبلة فرصةً لفوز الممثّلين الحقيقيّين للمسيحيّين أم سيُعيد التاريخ نفسه؟

لايوجد تعليق

Leave a Reply