بغداد / شبكة أخبار الانتخابات العراقية
كتب أستاذ كلية الحقوق في جامعة النهرين أحمد حسن جلاب الكعبي، مقالاً باسم “الانتخابات السلاح الأقوى ضد الإرهاب الصامت”، أشار فيه إلى اهمية الانتخابات في مواجهة الإرهاب للتغيير عبر صناديق الاقتراع وتحقيق الانتصارات المتراكمة.
نص المقال:
في عالم يواجه أشكالاً متعددة من التهديدات، لم يعد الارهاب محصوراً في التفجيرات والاغتيالات بل تطور ليأخذ انماطاً اكثر خفاءً وخطورة يمكن تسميتها “بالارهاب الصامت” ذلك الذي يمارس عبر بث اليأس والاحباط، والتلاعب بالعقول، ومحاولة قتل الأمل في التغيير السلمي فإن صور الارهاب لا تقف عند حد العنف الدموي، فهناك الارهاب الصامت الذي يفتك بالمجتمع، وينخر قيمه وثقافته وهويته فيهوي جثة هامدة لا روح فيها ولا حياة لتسكن الفوضى والشر، فتذبل شجرة الولاء الوطني، ويزرع اليأس في النفوس، والتاريخ اكبر معلم فقد انهارت امبراطوريات عندما ضعفت مجتمعاتها، وتفككت دول حين ضرب الشقاق بين مكونات مجتمعها هذا النوع من الارهاب لا يدوي بانفجاراته لكنه يفتك بالمجتمعات من الداخل، فيزرع الشك، ويدفع الناس الى العزوف عن المشاركة ليترك الساحة فارغة امام الفساد والتطرف.
امام هذا الخطر تبرز الانتخابات كأقوى سلاح بيد الشعوب فهي ليست مجرد عملية ادارية او مناسبة سياسية بل تمثل فعلاً مقاوما يعيد للمواطنين صوتهم، ويمنحهم القدرة على تغيير الواقع بطرق سلمية وديمقراطية المشاركة في الانتخابات تعني ان الفرد يواجه الارهاب الصامت بشجاعة، ويرفض ان يكون متفرجاً على مصير وطنه.
شرعية التصويت
ان التصويت هو اداة شرعية لاقتلاع الفساد، وتثبيت الاستقرار، وبناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات حين يذهب المواطن الى صناديق الاقتراع، فإنه يوجه رسالة مزدوجة: رسالة الى الداخل بأن الشعب حي وواعٍ لمصالحه، ورسالة الى الخارج بأن الوطن عصي على الاختراق والاضعاف، وكما ذكر الاستاذ رزكار عبدال محمود في كتابه نظام المجلسين “ان الانتخابات هي احد اهم العناصر في بناء الديمقراطية هذا ما اكدته العديد من الاتفاقيات والمعاهدات ودساتير الدول واهمها الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 الذي نص على حق الافراد في اختيار ممثلين ينبون عنهم اذ بواسطة هؤلاء الممثلين تتجسد مشاركة المواطنين في الشأن العام” فإن محاربة الارهاب الصامت لا تحتاج دائماً الى السلاح التقليدي بل الى ارادة شعبية تعي ان صوت الناخب يعادل في قوته رصاصة في وجه التطرف، وان ورقة الاقتراع قد تكون أكثر حسماً من الاف الخطب والبيانات، وعليه، فإن كل مشاركة في الانتخابات تمثل انتصاراً صغيراً يتراكم ليصنع نصراً كبيرا نصر الدولة على اعدائها، ونصر المواطن على محاولات تهميشه، ونصر الأمل على اليأس.
فالانتخابات ليست مجرد حق بل واجب وطني، وهي السلاح الأقوى الذي يمنحه الدستور للشعوب كي تقف بوجه الارهاب، اكان صاخباً او صامتاً.
لايوجد تعليق